• امرأة لبنانية ترحب بدخول الجيش إلى مناطق الاشتباكات في طرابلس (رويترز) 24/06/2008 بيروت ــ منتدى لبنان الحر:
كل الانظار شمالا بعدما استؤنفت الاشتباكات بين منطقتي جبل محسن والتبانة في مدينة طرابلس، ليرتفع عدد القتلى الى 10 والجرحى الى 40، مع تسجيل عدد من الحرائق في المنطقتين، في حين شلّت اعمال القنص الحركة في بعض الشوارع. وقد عاد الهدوء الى المنطقة بعد ان انتشر الجيش اللبناني بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة.
وكان ليل امس الاول شهد صدامات مثيرة من منزل الى منزل، لاسيما في الطريق الذي يفصل بين جبل محسن والتبانة، وهما المنطقتان اللتان تمرس فيهما الرجال بالاعمال العسكرية منذ الحرب الاهلية (1975 ــ 1990).
الجيش يتحرك
ورغم اعلان قيادة الجيش عن خطة للانتشار بين الطرفين المتقاتلين (الحزب العربي الديموقراطي الذي يرأسه النائب السابق علي عيد ومجموعات اخرى مختلفة)، فقد استمر التراشق بالقاذفات الصاروخية، فضلا عن اعمال القنص حتى الغروب تقريبا، حيث بدأ التحرك العملي للقوة المشتركة من الجيش وقوى الامن الداخلي ليكرس العنف المتنقل القوى العسكرية والامنية كقوة فصل، فيما يبقى الجمر تحت الرماد.
وقد استعيد مشهد من «الحروب» التي شهدتها طرابلس، حين ادى القنص على دوار منطقة الحلولة الى مصرع ذو الفقار الطيب، وبقيت جثته في العراء لبعض الوقت، فيما سقط آخران ايضا برصاص القنص.
واعلنت قيادة الجيش انه «على اثر مساعي التهدئة التي قام بها عدد من المرجعيات الروحية والسياسية في مدينة طرابلس، والتي اجمعت على دور الجيش في الحفاظ على السلم الاهلي، باشرت القيادة بتعزيز القوة العسكرية المنتشرة في مناطق الاحداث، واتخاذ تدابير امنية مشددة لوضع حد للاشتباكات المسلحة في المدينة، او وقف التعدي على ارواح المواطنين وممتلكاتهم، والتأكد من استتباب الامن، وتقيد الجميع بما تم الاتفاق عليه».
وحذرت القيادة «ايا كان من الظهور المسلح او الاخلال بالاستقرار حتى ولو ادى ذلك الى استخدام القوة».
الحريري
وقد وجه رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري نداء الى اهل طرابلس، اعرب فيه عن «تضامنه مع المدينة في محنتها، وعن الوقوف الى جانب اهلها حيال ما يواجهون من مخططات مشبوهة ومحاولات مريبة للتلاعب بأمنهم واستقرارهم».
ولفت الى «ان طرابلس كانت على الدوام قلعة من قلاع العروبة والاسلام والوحدة الوطنية، وواجهت في كل المراحل الظلم والعدوان، وما ارتضت ان تخضع لهيمنة او تسلط»، داعيا طرابلس الى «التعبير عن تضامنها في وجه الفتنة ورفض الانجرار الى اي استفزاز في اي شكل كان وتفويت الفرصة على المستفيدين من لغة السلاح والتقاتل على حساب لغة الايمان والتضامن».
وطالب الحريري اهالي طرابلس بالتمسك بــ «الصبر لأن الصبر هو صفة من صفات المؤمنين والمؤتمنين على سلامة المدينة وسلامة الوطن في وجه أدوات الفتنة وقراراتها المستوردة من الخارج»، مناشدا اياهم «الوقوف صفا واحدا في وجه الفتنة، وتلك المحاولات الخبيثة التي تنتقل بعوامل التفجير من منطقة الى أخرى ومن مدينة الى مدينة في مخطط يريدون من خلاله مواصلة الاجهاز على مقومات الدولة ودفع البلاد الى منزلق خطير».
وشدد على «ضرورة التعاون مع الدولة ومؤسساتها الأمنية، فالجيش وقوى الأمن الداخلي لهما وحدهما الإمرة في مسألة بسط سلطة الدولة وتوقيف العابثين بالأمن، اللذان آن الأوان لأن يلعبا دورهما كاملا في استتباب الأمن، ووقف النزيف الأهلي في الشمال وكل المناطق».
سحب المظاهر المسلحة
ونبه الحريري الى «مخاطر التلاعب بسلامة طرابلس، واعتبارها ساحة مرشحة للخرق والفلتان المسلح، لان هذا ما يريده اعداء طرابلس ولبنان»، داعيا الجميع الى «الالتفاف حول القيادات السياسية والروحية والتزام الدعوات الى سحب المظاهر المسلحة وتمكين الجهات الأمنية الرسمية من تولي مهماتها، لان الدولة هي ملجأ الجميع، وان شيئا لن يحملنا على التراجع عن قناعاتنا في هذا السبيل».
طابور خامس
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد أجرى سلسلة من الاتصالات بقيادة الجيش، لتثبيت وقف إطلاق النار واعادة الأمور الى طبيعتها، كما بحث الوضع مع وزير الاشغال العامة وعضو التكتل الطرابلسي محمد الصفدي الذي اكد «ان الاتصالات قائمة في الشمال لتثبيت وقف اطلاق النار»، ليشير الى «وجود طابور خامس يعيد تحريك الاشتباكات».
وأعلن مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار الذي لعب دورا رئيسيا في مساعي التهدئة «التوقيع على وثيقة مع اخواننا في جبل محسن (الذيتقطنه غالبية علوية) تضمنت: أولا، وقف اطلاق النار بشكل فوري ونهائي. ثانيا، موافقة الجميع على ان يقوم الجيش بضبط الأمن. ثالثا، ان يقوم الجيش بضرب أي مكان تطلق منه النار. رابعا، ان يضع الجيش يده على مخازن الاسلحة لأي جهة كانت».
ورأى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي «ان الحل لا يكون الا عبر الدولة»، فيما اشار النائب مصطفى علوش الى «أطراف في المناطق الشمالية تعمل تحت غطاء «حزب الله» وتتدرب على يديه»، معتبرا ان ما يحصل هو لعرقلة تشكيل الحكومة.
واستغرب النائب سمير الجسر «قيام حزب الله بتدريب بعض الفصائل من حلفائه في الشمال وتمويلها».
ودعا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الى «عدم الانجرار وراء فتنة يعمل لها من لا يريدون للبنان أمنا وسلاما ولا استقرارا ولا حكومة».