في غمرة التلوث النفطي الهائل لبحر لبنان، يتساءل معظم المواطنين عن أمرين حيويين: هل يأكلون السمك؟ وهل يسبحون، وأين؟ "البيئة والتنمية" جمعت بعض المعلومات وسألت معنيين بهذين الموضوعين.
وزارة الزراعة طمأنت المواطنين الى أن لا خطر من أكل السمك. ويقول الدكتور عصمت بولس، الاختصاصي بالأحياء البحرية: "عموماً، لا ضرر من أكل السمك، طالما لا تنبعث منه رائحة النفط ولا تظهر على حراشفه لطخات سود"، مؤكداً أن الناس سيلاحظون فوراً ما اذا كان السمك قد لامس النفط اذ سيكون له طعم النفط، "ولن يكون مضراً بالصحة في هذه الحال وانما كريه المذاق".
السمك البالغ "يهرب" بعيداً الى مياه نظيفة، ومعظم أنواعه تعيش على عمق مأمون تحت سطح الماء. ويقول نقيب الغواصين المحترفين محمد السارجي: "الأسماك التي يجب الامتناع عن أكلها هي التي تعيش على سطح المياه وتكون على تماس مباشر بطبقات النفط، مثل البوري والبلميدا. لذلك على الصيادين ألا يصطادوا الا في المياه العميقة، مع التأكد من أن شباكهم لا تلامس طبقات النفط السطحية أثناء سحبها من البحر". وقال الدكتور منال نادر، الخبير في علم الأحياء البحرية وزراعة الأسماك، إن التأثير الأساسي هو على الصدفيات الموجودة على الشواطئ الصخرية، وعلى بيض الأسماك وصغارها، في الأماكن الملوثة القليلة العمق وتفيد تقارير خبراء أن النفط المتسرب لا يحتوي على عناصر يُعرف أنها تتراكم في الأسماك. ويقول الدكتور بولس: "الخطر الوحيد على المدى البعيد يمكن أن يأتي من استخدام المشتتات الكيماوية التي تنتشر على سطح المياه لتفكيك النفط".
ماذا عن السباحة في البحر؟ يتفق العلماء والأطباء على أن السباحة في هذه الأوضاع غير مأمونة. فإن كثيراً من مكونات زيت الفيول يمكن أن تسبب أمراض حساسية حادة، فضلاً عن تهيج الجلد والعينين، عندما يتعرض المرء مباشرة لمياه وصخور ملوثة. وحتى لو لم تكن البقع النفطية مرئية بالعين المجردة، فثمة طبقة رقيقة من النفط طافية على المياه. ثم ان التعرض للنفط فترات طويلة وتكراراً يمكن أن يعرض المرء لخطر الاصابة بأورام نتيجة الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات (PAHs) المسببة للسرطان من طريق ملامسة الجلد والاستنشاق والابتلاع العرضي.