حليب النوق.. فائدة وعلاج
يؤدي تناول حليب النوق إلى الوقاية من سرطان الجلد والتصلب الشرياني وأمراض الجهاز الدوراني وأمراض القلب والدم والضغط وإلى إنعاش الدماغ والوقاية من بعض أمراض الجهاز العصبي، والوقاية من الإصابة بسرطان الثدي وإلى معالجة بعض أمراض الضعف الجنسي والوقاية من التشوهات الجنينية والوقاية ومعالجة سرطان البروستاتا، ويساعد على تفادي سرطان القولون والكبد بالإضافة لبعض الخواص الطبية التي ذكرت في البحث المنشور في مجلة “الصحة والطب” العددين 235 و239.
يتميز حليب النوق بأنه مضاد للالتهابات المزمنة نظرا لتركيبته، ويساهم تناوله في تعديل التفاعل الالتهابي في الأنسجة الملتهبة نتيجة حادث أو جرح أو إصابة كيميائية أو جرثومية فهو مضاد للالتهاب.
ويساعد تناول حليب النوق الطبيعي الطازج والمعقم على تقليل فرص حدوث نوبات الربو ويقي إلى حد ما من الإصابة بالمرض للذين لا يملكون استعداداً وراثياً للإصابة، فهو يرفع من مناعة خطوط الدفاع الجسمية ضد العدوى الميكروبية والفيروسية وبالتالي يقلل من فرص حدوث الالتهابات في المجاري التنفسية العليا أو في الرئة، وهذه الالتهابات إذا حدثت لمريض الربو تزيد من حدة مرضه وتعرضه للنوبات وبالتالي فإن تناول حليب النوق يساعد الجسم على وقاية نفسه من الإصابة بالربو الناتج عن عدوى رئوية فيروسية، ويقلل تناول حليب النوق الطبيعي من فرص تأثير العوامل المهيئة للربو أو للنوبات والتي منها البدانة والتدخين وانخفاض الوزن عند الولادة ويقلل من تأثير الغازات السامة والإنبعاثات المضرة في جو المدينة خصوصا على المدى البعيد.
وحليب النوق غذاء طبيعي يحتوي على مواد تتجه لإتمام عملية معينة داخل الجسم وتتواجد في نفس الغذاء وتقي من فرص الإصابة بالآفات الرئوية أو أمراض الجهاز التنفسي كفيتامين س وحمض اللينولينيك غير المشبع. وتناول حليب النوق الطازج يلعب دورا مضادا للالتهاب في الرئتين والذي بدوره يزيد من حدة مرض الربو حيث انه يحتوي على كمية جيدة من الحمض الدهني اللينولينيك.
وترتبط بعض العناصر الموجودة في حليب النوق بعد تناوله مع المواد السامة التي يمتصها الجسم من الجو المحيط وتشكل معها مركبات وتبطل مفعولها وبالتالي فإن تأثير هذه المواد السامة على المصاب بالربو ينحسر ويمكن تناوله للوقاية أيضا من التأثير الضار لهذه المواد على الجسم.
ويقلل تناول حليب النوق من التوذم الالتهابي في مناطق الالتهاب في الجسم وبعدة طرق وبالتالي يقلل من حجم الضغط التي تمارسه المنطقة الملتهبة على الأنسجة السليمة وهذا من شأنه أيضا تقليل حدة الالتهاب في القصبات الهوائية وهذا ما يحدث عند تناول حليب النوق الطبيعي الطازج والمعقم، بالإضافة لأن تناول حليب النوق يقلل من حدوث الالتهابات المزمنة في الجسم وبالتالي في الرئتين والتي يتميز بها مرض الربو.
وينبغي بأن نتذكر أن بعض أنواع الحليب الطبيعي فعالة في الوقاية من مرض الربو للأشخاص الذين لا يملكون استعداداً وراثياً، وتستخدم كإحدى طرق العلاج الداعمة أيضا كحليب الأبقار إلا أن الحليب البقري الطبيعي يكون تأثيره ضعيفا إذا ما قورن بتأثير حليب النوق الذي كان العرب في شبه الجزيرة العربية أول من استعمله لعلاج مرض الربو ومنذ زمن بعيد. وتناول حليب النوق جيد لمن يتناوله من مرضى الربو خصوصا الذين يتناولون أدوية موسعة للقصبات وذلك لتقليل الآثار الجانبية لها كانخفاض بوتاسيوم الدم وتسرع ضربات القلب، وذلك لغناه بالبوتاسيوم.
وتجدر الإشارة الى استشارة الطبيب الأخصائي بالنسبة لمرضى الربو قبل إدراج حليب النوق في خطة العلاج وذلك تبعا لحالتهم التي يحددها الطبيب، أما للوقاية من المرض فيمكن تناوله مباشرة.
.. ويساعد على علاج فقر الدم
فتناول حليب النوق جيد في الحالات التي تظهر فيها زيادة مؤقتة لتعداد الكريات الحمراء في الدم، كحالات كثرة الكريات الحمر بسبب قصور الدوران والتجفاف والصدمات وفي حالات النزيف وفقدان السوائل بفعل الاسهالات المستمرة والتقيؤ والتعرق الشديد والحروق، وكل هذه الحالات تسبب اضطراباً في توازن السوائل في الجسم (تجفافاً).
وبالإضافة لكون حليب النوق مميعاً للدم فقد يساعد تناوله في حالات الزيادة المطلقة للكريات الحمراء كحالات ضعف التهوية الرئوية في حالات التدخين وتليف الأنسجة الرئوية وأورامها، وحالات التسمم بأول أكسيد الكربون بعد العلاج في المشفى وحالات قصور الجهاز الدوراني بفعل ارتشاح البلازما الدموية من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة، كما في حالات الصدمة، ويعطى أيضا في حالات الخوف للأطفال وفي حالات زيادة الكريات الحمراء زيادة حقيقية والناتجة عن تضخم الطحال، ويعطى في حالات الأمراض التي تترافق مع الزرقة عند انخفاض الضغط النسيجي للأوكسجين في بعض الأمراض الرئوية والربو وفي حالات ارتفاع الهيموجلوبين النسبي كحالات التقيؤ عند الحامل والطفل وحالات التعرق في الجو الحار وحالات الإسهالات وحالات سوء الهضم الحاد وحالات التسمم وحالات السفر للجبال أو المناطق المرتفعة ويعطى في حالات زيادة الهيموجلوبين الحقيقي كحالات الحمل عند المرأة، والشباب الرياضي في حال حدث إجهاد في المباريات، وعند الخوف والأرق ويعطى في حالات انخفاض الهيموجلوبين إلى مادون المستوى الطبيعي.كحالات بعض أمراض الأعضاء المولدة للدم وحالات النزيف الدموي المزمن كحالات القرحة والإصابة بالبواسير، والإصابة بالطفيليات المعوية.
ويعطى حليب النوق في حالات ارتفاع الهيماتوكريت الناتج عن التجفاف وانخفاض حجم بلازما الدم، وحالات نقص الدم الجائل في الأوعية الدموية الناتج عن سوء الهضم الحاد، وأيضا في حالة انخفاض الهيماتوكريت الناتج عن التسممات فقط، ويعطى في حالات نقصان Esr كحالات قصور القلب الاحتقاني وحالات ارتفاع الكوليسترول، وبعض حالات التهاب الدماغ والنخاع الشوكي وبعض حالات التهاب المعدة والأمعاء، ويعطى في حالات زيادة الكريات الدموية البيضاء كما في الحروق والنزف الشديد، وحالات نقصانها المصاحبة للتقيؤ وتعاطي بعض الأدوية المضادة التي تثبط نقي العظام، والحالات الناتجة عن سوء التغذية وفي حالات الجوع النسبي لبعض المواد الغذائية وخصوصا البروتينات كالألبومين والكالسيوم والفوسفور والفيتامينات وغيرها من العناصر الغذائية، ويعطى في بعض حالات الحساسية الناتجة عن التحسس من وجود مواد بروتينية غريبة داخل الدم، ويعطى قبل وبعد حقن اللقاحات أو تناولها، وينصح بتناول حليب النوق أو الحليب عموما للعاملين في التصوير الشعاعي، وبعد الإصابة بالحروق الواسعة التي تصيب 40% من مساحة الجلد.
ويعطى في حالات عوز البروتين الغذائي في حالة نقص التغذية، ويعطى بحالات الخلل بتصنيع البروتين الناتج عن أمراض الكبد، مثل التشحم والتشمع والتليف والإصابة بالطفيليات والأكياس المائية وينبغي أن نتذكر أن العرب القدماء في شبه الجزيرة العربية كانوا يستعملون حليب النوق لمعالجة أمراض الكبد.
ويعطى حليب النوق بحالات زيادة ضياع البروتين وخاصة الألبومين عند الإصابة بطفيليات الأمعاء وبحالة امراض الكلى وحالات وجود الزلال في البول والنزيف والحروق الواسعة 40% من مساحة الجلد أيضا.
..ويعالج الاستسقاء
ويحتوي حليب الإبل بشكل عام على كمية كبيرة من الكالسيوم المركز ويحتوي بعضه (أي في حال تناولت الناقة أعشاباً صحراوية خلال رعيها) على خلاصة نباتات الشيح والقيصوم والأذخر والبابونج، وكل هذه المواد بالإضافة للألبومين والمنحلات الكهربائية المتواجدة بداخله لها خواص تصريف للسوائل المتجمعة بمنطقة الاستسقاءات، مما يجعل تناوله مهما بعد العمليات الجراحية لسببين: الأول المساعدة على معالجة منطقة التوذم التي ستتشكل عند منطقة الشق الجراحي خصوصا في عمليات الجزء السفلي من الجسم، وأيضا يقوي المناعة الجسمية بعدة طرق مانعة للعدوى الجرثومية التي يمكن أن تدخل عن طريق الشق الجراحي، وأيضا لمفعوله المضاد للالتهاب في المنطقة الملتهبة، وأيضا فهو يقوم بزيادة حجم الدم الجائل في الأوعية الدموية لغناه بالألبومين وهذا يميزه أيضا عن باقي أنواع الحليب بالإضافة لبعض الخصائص الطبية التي ذكرت في بحث سابق في الصحة والطب والتي ستذكر في أعداد قادمة عن حليب النوق.