اشتباكات عنيفة بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس استعملت فيها مختلف انواع الاسلحة
و 3 اجتماعات سياسية امنية موسعة في منزل المفتي الشعار لمعالجة الوضع المتدهور
انفجر الوضع الامني امس بشكل عنيف بين منطقتي التبانة وجبل محسن في طرابلس، حيث استمرت المعارك زهاء ثماني ساعات، استخدمت فيها مختلف الاسلحة المتوسطة والخفيفة، والقذائف الصاروخية.
وسارعت القيادات السياسية والامنية الى الاجتماع في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار لمعالجة الوضع. فحضر الرئيس نجيب ميقاتي، وممثل وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي أحمد الصفدي، النواب محمد وسمير الجسر ومصطفى علوش، منسق عام تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة، والدكتور حسن الشهال رئيس جمعية الهداية والاحسان، والمهندس عبد الله بابتي عضو القيادة المركزية في الجماعة الاسلامية والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الشمال عزام الايوبي والشيخ فواز آغا والشيخ بلال بارودي عن اللقاء الاسلامي المستقل والشيخ الدكتور حسام سباط، والدكتورماجد درويش. وشارك في جزء من اللقاء رئيس فرع مخابرات الجيش في الشمال العميد الركن توفيق يونس.
البيان
وقد اصدر المجتمعون بيانا تلاه المفتي الشعار، وجاء فيه: بالرغم من جو التفاؤل الذي اشاعه انتخاب فخامة الرئيس العماد سليمان، دأب بعض السياسيين على توتير الاوضاع عبر تصريحات تحريضية غير مسؤولة بلغت ذروتها بكلام تحريضي عن طرابلس وتسلح اهلها، وقد تبع ذلك تهديدات متعددة من شخصيات سياسية معروفة على شاشات التلفزة، وكل ذلك يطرح اكثر من علامة استفهام حول ما يخطط لهذا البلد لبنان وما تتعرض له هذه المدينة الصابرة التي كانت ولم تزل تجسد دوما الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين سائر ابنائها واهلها بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وانتمائهم الحزبي.
لذلك تداعى سياسيو هذه المدينة مع علمائها لهذا اللقاء المميز، واكدوا على ان الجيش والقوى الامنية هما وحدهما المرجع الامني الصالح لتحقيق استتباب الامن في المدينة وفي لبنان لردع المعتدين في اية جهة كانت ولو ادى ذلك للرد على مصادر النيران من اجل ضمان امن المدينة وموطنيها.
وطالب المجتمعون جميع القيادات لدى كل الاطراف الى دعم مسيرة التهدئة وتثبيت الامن الاهلي في المدينة وفي الشمال وفي سائر مناطق لبنان وعدم الاخذ باي شائعة من الشائعات التي من شأنها ان تسعر الاوضاع وترفع وتيرة الاستفزازات.
كما طالب المجتمعون قيادة الجيش في منطقة الشمال بدعوة جميع الاطراف المتنازعة لاجتماع امني فوري يعقد في مقرها تثبيتا لوقف اطلاق النار وسحب جميع المسلحين من الاحياء ومنع التهجير القسري في سائر المناطق، فضلا عن منع الاعتداءات بكل انواعها لتعود الاوضاع في كل منطقة الى سابق عهدعا قبل هذه الاحداث الاليمة، ووضع آلية مع الاطراف المعنية لعدم تكرار اي خرق امني آخر.
وطالب المجتمعون قيادة الجيش بوضع يده على كافة مستودعات الاسلحة، سواء في مدينة طرابلس والشمال ام في اي منطقة لبنانية اخرى ولاي فريق كانت تلك المستودعات.
المفتي الشعار
وردا على سؤال حول سبب عدم مشاركة الرئيس عمر كرامي في هذا اللقاء قال المفتي الشعار: الجميع يعلم اننا حريصون ان يكون الرئيس عمر كرامي بشخصه على وجه التحديد حاضرا بيننا، ولكن لم نتمكن من الاتصال به، ربما لم يكن على السمع، والا فنحن حريصون وقد سبق ان قمنا بزيارته من اجل ان يشاركنا في هذه الاجتماعات.
وردا على سؤال آخر، قال المفتي الشعار: لقد توافقنا مع قيادة الجيش على عقد اجتماع يتمثل فيه ممثلون عن منطقة جبل محسن والتبانة والقبة وسيعقب ذلك لقاء بيننا وبينهم باذن الله.
اضاف: يهمنا الان وقف اطلاق النار بالدرجة الاساسية وان يقوم الجيش بدوره الكامل وان يتمكن من الدخول الى سائر المناطق.
وتابع: يؤسفنا ما نسمعه عبر شاشات التلفزة من تصريحات ليست من ادبيات رجالات السياسة وهي غريبة عنا وعن رجالات السياسة في لبنان التي ارتفعت وتيرتها والتي فيها نوع من التحريض والاتهام، وانا اعتقد ان الذي حدث اخيرا يبين ويعلن اين مخازن الاسلحة والسلاح الى اية جهة يستقر. لكن نتمنى على هؤلاء المسؤولين السياسيين ان يعودوا الى رباطة جاشهم وان يؤثروا امن الوطن على تحقيق مكاسب شخصية لهم او لطوائفهم واحزابهم لانه بدوام الوطن لندوم جميعا، واذا تعرض الوطن لا قدر الله الى زلزلة وتفكك فان المصيبة تعم ونأمل ان لا نرى ذلك.
وقال ردا على سؤال: لا تتصوروا ان الجيش بقدراته وهيبته واجهزته لن يتمكن من ضبط الامور ووضع اليد، لكن هناك قرار سياسي وقد ابلغنا ان هناك قرارا سياسيا ونحن على ثقة بانه صدر من الجهة الاولى بان الجيش سيقوم بالدور وسيكون لحفظ الامن والاستقرار.
ميقاتي
ودعا الرئيس نجيب ميقاتي الجيش اللبناني الى القيام بدوره كاملا في حفظ الامن في مدينة كطرابلس ووقف الاشتباكات التي جرت بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة. ودعا الجهات المعنية قيادات وافرادا الى رفع الغطاء عن المتسببين بهذه الحوادث وتوقيفهم واحالتهم على القضاء المختص.
وقال الرئيس ميقاتي بعد الاجتماع: تداولنا مع صاحب السماحة والاخوة قيادات ونواب مدينة طرابلس في الاحداثالامنية المتنقلة في لبنان اضافة الى التعبئة النفسية والاعلامية التي تحصل ، كل هذه الامور براينا تؤدي الى احداث ربما تبدأ فردية ولكنها تكبر وتنمو ،وهذا براينا يشكل خطرا حقيقيا على السلم الاهلي . وقد اكدنا خلال اجتماعنا اليوم على ان رهاننا هو على الدولة ونحن متمسكون بالجيش ووجوب القيام بدوره كاملا في حفظ الامن والنظام وحماية المواطنين والعيش الواحد بين جميع ابناء الوطن على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم ، وقد اعطينا في حضور ممثل عن الجيش اللبناني كل الغطاء السياسي اللازم لكي يقوم الجيش بدوره كاملا وخاصة لتوقيف كل مخل بالامن في مدينة طرابلس.
> هل يمكننا ان نقول ان هذه الاشتباكات انتهت?
- لو كان القرار بيدنا لما كانت بدأت اصلا، ولكننا نؤكد ان هناك دعما كاملا للجيش لياخذ دوره ونتمنى على جميع المعنيين من قيادات وافراد العمل على ابعاد طرابلس والشمال عن الفتن التي تسيء الى السلم الاهلي لا سيما وان طرابلس هي على الدوام مدينة حاضنة للجميع.
> هل سيكون الجيش حازما ويتمكن بالتالي من اعادة الاستقرار?
- اخذنا الوعود من قائد منطقة الشمال العسكرية بان الجيش سيقوم بدوره كاملا بتثبيت الامن ومعالجة اي خلل امني.
> هل علمتم سبب انسحاب الجيش من هذه المناطق?
- لقد اوضح لنا ممثل الجيش اللبناني اسباب هذا الانسحاب وقال بحيثيات تقنية عسكرية لا خلفية لها، ولم تأت كخطوة متحيزة لصالح جهة ضد اخرى.
> هل هناك من موعد لوقف اطلاق النار?
- سيرأس حضرة العميد اجتماعا امنيا لجميع الاطراف من الجانبين لتثبيت وقف اطلاق النار.
ونوس
ودعا النائب بدر ونوس في بيان: اهلنا في بعل محسن والتبانة الى عدم الانجرار لمحاولات إشعال الفتنة وتوتير الاجواء والى ترك المعالجات للجيش اللبناني والاجهزة الامنية المخولة للحفاظ على الامن. كما نشدد على وجوب تدخل الجيش للفصل بين المتقاتلين والرد على مصادر النيران من اي جهة أت وإسكاتها وملاحقة مفتعليها. كما تدعم الجهود المبذولة من قبل فاعليات البلد والهيئات الروحية في مساعيها لوأد الفتنة التي لا يريد مفتعلوها الخير للبلد.
العربي الديموقراطي
واستنكر الحزب العربي الديموقراطي في بيان الاعتداء الذي دبرته الايدي الاثمة على مناطقنا حيث تم اطلاق نار متقطع مع بعض القنابل اليدوية في الساعة الثالثة الا ربع فجرا باتجاهنا. ثم ازداد اطلاق النار على كافة المحاور امتدادا من التبانة حتى القبة وبكثافة كبيرة مما يدل ان الامر مدبر ومخطط له مسبقا من قبل مجموعات مشبوهة سخرت نفسها للاعمال الاجرامية مقابل حفنة من الدولارات عن طريق بعض السفارات.
اضاف البيان: ودفاعا عن انفسنا وبعد ان تركنا الامر للجيش اللبناني ساعات عدة، ولكن الامر خرج عن حده حيث قاموا بالهجوم علينا مما اضطرنا للدفاع عن انفسنا والرد الساعة السابعة صباحا.
وتابع: ان الحزب العربي الديموقراطي يهيب بأجهزة الدولة الحد من هذه الفوضى والاقتصاص من المجرمين المعتدين حتى لا نقع بامور لا تحمد عقباها، خاصة ان اهل التبانة والقبة غير راضين عن هذه الممارسات والاعتداءات علينا.
الوضع الميداني
اثر ذلك بدأت الاوضاع الامنية تهدأ، فيما اخذ الجيش اللبناني يأخذ مواقع فاصلة بين الفريقين، لكن الوضع عاد وانفجر مجدداً وتضاربت المعلومات حول الخسائر، حيث تحدثت مصادر اعلامية عن سقوط اربعة قتلى، واخرى ثلاثة.
كما افيد عن اصابة 33 شخصا بجروح نقلوا الى المستشفيات. وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام اسماء الجرحى: هم: شوكت عثمان المرعبي، بلال المرعبي، طه نعمان، محمد طه، صلاح اشور، ابراهيم محمود العلي، طلال عجم، خالد الراعي، ديالا عرعور، علام حمزة، عبد القادر شوام، مصطفى نور الدين، احمد المصري، خالد خضر السيد، احمد حسن السيد، عبد الاله فؤاد، سعد محمد مشحاوي، خلدون مصطفى، خالد خضر الحسيني، خالد الزعبي، علاء الصخرة، عبد الناصر الجاسم، ايهاب رشيدي، احمد عبد اللطيف ، صلاح عاشور، نضال العمر، عمر صادق، طارق جلول.
ردود فعل
وفي ردود الفعل استنكر رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي عضو جبهة العمل الإسلامي الشيخ هاشم منقارة، في تصريح بعد الظهر، الفتنة المتنقلة بين الحين والآخر والتي وصلت إلينا (طرابلس) وأوقعت القتلى والجرحى، وأحرقت البيوت، وشردت الأهالي، وأرعبت الأطفال والنساء، بدون هدف واضح إلا الخراب والدمار وإثارة الغرائز والأحقاد الدفينة التي تطل برأسها بيد من لا يعيش إلا بها ولا يعبأ به إلا بوجودها.
وشدد على ضرورة عدم الانجرار وراء هذه الأعمال الفتنوية الطائشة، والتي تدبر بليل من قبل من لا يريد الخير لا ببلدنا ولا بأهلنا ولا يعنيه من تكون أداته، مضيفا: سمعنا عن التسلح في الشمال، وها نحن اليوم نعيش تداعياته.
وطالب قيادة الجيش بالتدخل السريع والضرب بيد من حديد لوضع حد لهذه الفتنة، وإلى سد الطريق على كل من تسول له نفسه افتعال الأحداث الأمنية والأعمال الإرهابية. كما طالب المرجعيات الدينية والسياسية الغيارى على هذا البلد، بالتدخل والتنبه والحؤول دون وقوع الفتنة، وإلى بذل أقصى الجهود خوفا من الوقوع بما لا تحمد عقباه، والله من وراء القصد.
النائب كبارة
ورد عضو التكتل الطرابلسي النائب محمد كبارة، على مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله السيد نواف الموسوي متهما الحزب بالسعي الى الفتنة، وربط النائب كبارة بين احداث طرابلس وبين اجتياح بيروت واحداث البقاع، ورأى ان التوتير الامني المفتعل في عاصمة الشمال انما جاء استكمالاً للخطة التي تقضي بفرض امر واقع على اللبنانيين وعرقلة اي تسوية لا تناسب تلك القوى التي تمتلك السلاح وتريد التحكم بأمن الوطن والمواطنين.
وقال: إن الاعتداء على أمن مدينة طرابلس، هو حلقة في السياق ذاته الذي بدأ مع اجتياح بيروت من قبل حزب الله، ثم نقلوا معركتهم إلى البقاع وتعرضوا لأهله الآمنين، والآن جاء دور عاصمة الشمال التي يريدون الانتقام منها وتطويعها.
اضاف: إن ما سمعناه بالأمس من أحد مسؤولي حزب الله، يكشف بوضوح عن تلك النوايا المبيتة لدى هذا الفريق لفرض رأيه على اللبنانيين بقوة السلاح، ولقد جاءت أحداث طرابلس اليوم ترجمة لتلك التهديدات السافرة التي كانت صريحة إلى حد الوقاحة، بأنهم يريدون أن يحكموا لبنان ويريدون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ويلوحون بالفتنة المذهبية ويرفضون منطق الدولة والمؤسسات وقيام الأجهزة الأمنية بدورها إلا إذا كانت هذه الأجهزة تأتمر بأمرهم وتخضع لهم أو تكون فصيلا في ميليشياتهم.
إننا لا نرى في التفجير الأمني الذي كانت محطته اليوم عاصمة الشمال، إلا محاولة لإسقاط اتفاق الدوحة بالتزامن مع استمرارهم في تعطيل تشكيل الحكومة، وهم بذلك يأخذون البلد إلى الفتنة.
إن طرابلس أبية صامدة، ولن تقوى عليها كل المؤامرات، وستبقى عاصمة الشمال العرين الذي ستسقط أمامه كل المشاريع الفئوية والمذهبية التي هددنا بها مسؤول حزب الله.
إننا إذ نناشد إخواننا وأهلنا في المدينة الهدوء وضبط النفس وعدم الأخذ ببعض الشائعات المغرضة، فإننا ندعو الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية إلى تحمل مسؤولياتهم وأخذ دورهم كاملا في حماية المدينة وأمنها، والضرب بيد من حديد على كل من تخول له نفسه وارتباطاته ومشاريعه العبث بأمن طرابلس واطمئنان أبنائها، ومن أي جهة كان.